معاناة رجل تعليم



خلال يوم من أيام هذه العطلة السعيدة شاءت الأقدار أن ألتقي بصديق لي توقف تحصيله الدراسي عند مستوى الباك..فقد حصل على هذه الشهادة وقرر عدم إتمام الدراسة..على عكسي أنا الذي قررت إتمام الدرسة وحصلت على الإجازة بميزة..سألته عن عمله فقال أنه ولج سلك الشرطة سنة 2008 برتبة مفتش..سألته عن الراتب وظروف العمل..قال لي بأنه تمت ترقيته مأخرا وأصبح راتبه يناهز 8000درهم..كما قال لي بأنه مرتاح جدا فقال أنه يشتغل في مصلحة البطائق الوطنية في مكتب مكيف وأمام جهاز حاسوب موصول بالإنترنيت..و ذلك
بدوره سألني عن عملي..قلت له أنني حصلت على الإجازة وولجت قطاع التعليم..فجأة قاطعني في الكلام وقال(وآا صاحبي سعداتك نتوما شبعانين غير عطل و كايعطيوكوم شي مليون على حساب الإجازة...) أستحيت من نفسي عندما سمعت هذا الكلام..و بقيت صامتا..فما تريدون أن أقول له؟؟ هل أقول بأني توظفت سنة 2011 براتب 4000درهم وأنا مجاز..هل أقول له بأنه يلزمني يومان للوصول لمقر العمل..أم أقول له بأني في فصل الشتاء عندما تجرف الأمطار الطرق الطينية أصوم إضطراريا نظرا لغياب الماء والخبز وإنقطاع الكهرباء..هل أقول له أن نصف عطلتي أمضيها في محطات الحافلات وفي إنتظار خطاف يحن قلبه من جهتي ويوصلني إلى الدوار..أم أقول له أني أصبحت محترفا في تسلق الجبال و صوم عدد لا متناهي من الأيام..

لم أقل العديد من الأشياء لكنني قلت في قرارت نفسي الحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة القناعة..فالرسالة التي أحملها تستلزم الكثير من التضحيات
تحية لكل نساء ورجال التعليم الذين أفنو زهرة عمرهم في تدريس أبناء المغرب العميق..


خليلي


التعليقات
0 التعليقات